
تمر اليوم الذكرى المزدوجة لميلاد ورحيل الشيخ محمد رفعت اليوم، إذ وُلِد في 9 مايو 1882 وتوفي في 9 مايو 1950. يُعتَبَر الشيخ رفعت من أشهر القراء المصريين للقرآن الكريم، وقد تم الحفاظ على تراثه بفضل جهود زكريا باشا مهران من القوصية.
في كتاب «صنايعية مصر» لعمر طاهر، يُذكر أن التسجيلات الأولية للشيخ رفعت لم تُحفظ في الإذاعة المصرية بسبب التكنولوجيا البدائية والتكلفة المرتفعة في ذلك الوقت. ومع ذلك، كان زكريا باشا مهران، عضو مجلس الشيوخ وأحد أثرياء مصر، يمتلك جهاز تسجيل أسطوانات خاص به وكان من بين القلة الذين يمتلكون مثل هذا الجهاز الباهظ الثمن. كان الباشا من محبي الشيخ رفعت وكان يقوم بتسجيل قراءاته في الإذاعة على أسطوانات خاصة به.
في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، كان الناس يستمعون إلى الشيخ رفعت عبر الراديو أو يحضرون محافله في المساجد. عندما أصيب الشيخ رفعت بالمرض، عرض زكريا باشا على الإذاعة شراء تسجيلات الشيخ الصوتية لصالح علاجه، لكن الإذاعة رفضت بسبب السعر المطلوب.
بعد وفاة الشيخ رفعت وزكريا باشا، اكتشفت أرملة الباشا تسجيلات صوتية كثيرة في «كراكيب زكريا باشا». اتصل أبناؤها بالإذاعة المصرية التي قامت بجمع 278 أسطوانة للشيخ رفعت بمدة إجمالية تبلغ 21 ساعة. ومع ذلك، كانت هناك مشكلة كبيرة: سقطت آيات كثيرة أثناء تغيير الأسطوانات خلال التسجيل. لذا طلب رئيس الإذاعة المصرية من الشيخ أبو العينين شعيشع، تلميذ الشيخ رفعت وأفضل من قلده، استكمال الآيات المفقودة، فوافق الشيخ شعيشع وأكمل تلك الآيات.